اعداد:
د. وائل محمد مهدي
م. خالد سعيد لطيف
يشكل تداول العملات الورقية بين الناس فرصة لانتقال الجراثيم والبكتيريا من الشخص المصاب إلى الشخص السليم ، ما يتطلب أخذ الحيطة والوقاية للتصدي لمخاطر العدوى والحد من انتشار الأمراض، وفي دراسة أجراها مركز مختص بدراسة الجراثيم في جامعة نيويورك، وجدوا بان عملة الدولار الورقية تحتوي على ثلاثة آلاف جرثومة وفيروس، وتتنوع درجة خطورة هذه الجراثيم بين ما يتسبب منها بظهور حبوب في الوجه أو بالإصابة بالالتهابات الرئوية وقرحة المعدة، او التسمم الغذائي وغيرها.
وفي الآونة الاخيرة اظهرت التقارير حول العالم، توقف عدد متزايد من الشركات والأفراد عن استخدام الأوراق النقدية، خوفاً من أن العملة النقدية يمكن أن تكون ناقلة لفيروس كورونا المستجد.
وعلى الرغم من تصريحات بعض الخبراء في مجال الصحة الذين قالوا بان خطر نقل الفيروس من شخص لآخر عن طريق التداول بالأوراق النقدية ضئيل، إلا أن ذلك لم يمنع الشركات من رفض قبول العملات وبعض الدول من حث مواطنيها من التوقف عن استعمال الأوراق النقدية تماماً معتمدة على اراء اخرى معارضة. واليك بعض الامثلة:
اكد الدكتور إبراهيم إسماعيل، استشاري الصحة العامة والتغذية، أن النقود الآن من أخطر وسائل نقل العدوى بفيروس كورونا المستجد، لاسيما المعدنية منها، اذ يتم تداولها بين أكثر من شخص، ويحملها الشخص المصاب، ثم تنتقل إلى أيدي الأصحاء، فتنقل العدوى، بل أيضًا تنتشر وتتفشى، موضحًا أن انتشار فيروس كورونا واسع جدا، وعلى الرغم أن الفيروس لا يستقر على العملات الورقية لوقت طويل، إلا أنه يستقر على العملات المعدنية، ومع استمرار تداولها يتفشى الفيروس، لذا شدد إسماعيل، على أهمية التعقيم لتلك العملات جيدًا، قبل لمسها أو إعادة استخدامها.
من جانب اخر، بدأت الصين في تطهير بل وحتى تدمير الأوراق النقدية للتخفيف من انتشار الفيروس، على الأقل في الأمد القريب. ففي تقرير صادر عن صحيفةSouth China Morning Post في هونج كونج أن فرعا محليا لبنك الشعب الصيني في مقاطعة جوانجدونج يدمر الأموال التي ربما جرى تداولها في أماكن عالية الخطورة مثل المستشفيات والأسواق والمطاعم. وخوفا من استيراد عملات ملوثة من آسيا، بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي فرض إجراءات الحجر على الدولارات المادية القادمة من المنطقة ، وربما تكون مثل هذه التدابير مبررة ولاسيما ان العديد من الدراسات وجدت أن الإنفلونزا البشرية مثلا، من الممكن أن تظل حية ومعدية على الأوراق النقدية لمدة 17 يوما، ولهذا، فلن يكون من غير المعقول أن نفترض أن العملة المادية ادت دورا في نشر مرض فيروس كورونا أيضا. اما صحيفة لوتون السويسرية فقد نشرت تقريرا، سلّطت فيه الضوء على إمكانية أن تؤثر أزمة تفشي فيروس كورونا على المعاملات النقدية، لتقضي على استعمال الأوراق والعملات المعدنية،
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته (عربي21)، إنه بسبب إمكانية كونها عوامل محتملة لنقل الفيروسات، مُنعت الأوراق النقدية والعملات المعدنية من بعض المتاجر. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع الانتقال إلى مجتمع غير نقدي.
وفي ظل تصاعد أعداد المصابين والوفيات بفيروس كورونا. جاء رد منظمة الصحة العالمية محذرا من أن الأوراق المالية الملوثة بالفيروس قد تنقل العدوى وقد تسهم في تفشيه أكثر في العالم، وقالت المنظمة لصحيفة التليجراف إنه ينبغي على الناس تجنب استخدام العملات الورقية واستعمال طرائق دفع لا تتطلب اللمس، وذكرت المنظمة، في وقت سابق، أن الفيروس قد يظل بالأوراق المالية لعدة أيام، مما قد يزيد من فرصة الإصابة بالفيروس، ونصح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية فى بيان أوردته قناة (العربية الحدث) قائلا: إن الأموال تتنقل بين أيدينا بشكل متكرر ويمكن أن تلتقط كل أنواع البكتيريا والفيروسات، لذلك ننصح الناس بغسل أيديهم بعد التعامل بها، وتجنب لمس وجوههم عندما يكون ذلك ممكنا، للحد من مخاطر انتقال العدوى، واقترحت المنظمة استخدام طرائق مختلفة للتعامل المالي لأن الفيروس المستجد قد يبقى أياما عدة على سطح العملة الورقية.
وبدأت البنوك في الصين وكوريا الجنوبية، عمليات تطهير وعزل للأوراق المالية المستخدمة لمنع الفيروس القاتل من البقاء فيها، حيث تستخدم البنوك الأشعة فوق البنفسجية أو الحرارة المرتفعة لتطهير الأوراق المالية وتعقيمها، ثم عزلها في محجر طوال 14 يوما قبل إعادة تداولها.