التاثيرات الفسلجية التي يسببها فايروس كورونا Covid -19 على جسم الانسان
أ.م.د مصطفى علي عبد الرحمن/ جامعة سامراء-كلية التربية.
بالرغم من مرور على 3 أشهر على ظهور فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية، وإصابة أكثر من 125 ألف شخص في نحو 114 دولة حول العالم، واتخاذ الحكومات تدابير استثنائية للحد من انتشار المرض، لايزال هناك الكثير من الغموض الذي يحيط بالفيروس، وخاصة ما يحدثه لجسم الإنسان.
وهذا ما توصل إليه الخبراء الطبيون والباحثون حتى الآن بشأن الفيروس وتأثيره على جسم الإنسان.
كيف يُصاب الإنسان بالفيروس :
ينتشر الفيروس عبر قطرات تنتقل في الهواء من السعال أو العطس، والتي يمكن للأشخاص القريبين استيعابها من خلال أنفهم أو فمهم أو عيونهم، ثم تنتقل الجسيمات الفيروسية في هذه القطرات بسرعة إلى الجزء الخلفي من الانف Receptors وإلى الأغشية المخاطية في الجزء الخلفي من الحلق، وتعلق بمستقبل
ثم تقوم جزيئات الفيروس التاجي بتشكيل بروتينات تخرج من أسطحها تلتصق بأغشية الخلايا، مما يسمح للمواد الجينية للفيروس بدخول الخلية البشرية، وتبدأ الجينيات الفيروسية في عمل الخلية مما يؤدي الى توجيها الى عمل الفايروس وتكاثره داخل الخلية الحية بدل عن عمل الخلية الاعتيادية .
المشاكل التي يسببه الفايروس على الجهاز التنفسي :
ان تكاثر الفيروس يبدأ في إصابة الخلايا المجاورة، وغالبًا ما تبدأ أعراض المرض في الجزء الخلفي من الحلق مع التهاب في الحلق وسعال جاف يصل الفايروس إلى الرئتين، تصبح الأغشية المخاطية ملتهبة ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الحويصلات الهوائية (الاسناخ) والذي تتلخص بعملية التنفس اخذ الاوكسجين وطرح ثنائي اوكسيد الكربون بعمليتي الشهيق والزفير .
ان سبب ضعف تدفق الأكسجين في امتلاء تلك المناطق في الرئتين بالسوائل والخلايا الميتة ومن الممكن أن يحدث الالتهاب الرئوي، لهذا يعاني بعض المرضى من صعوبة كبيرة في التنفس ويحتاجون إلى وضعهم على جهاز التنفس الصناعي. وفي أسوأ حالات الإصابة بالفيروس تمتلئ الرئتان بكمية كبيرة من السوائل بحيث لا يمكن أن يتنفس الانسان مما يؤدي إلى وفاة المريض.
هل يصيب الفايروس اجهزة اخرى من اجهزة الجسم
ان فيروس كورونا المستجد يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على صحة القلب، حتى بين الأشخاص الذين لم يعانوا في السابق من أمراض القلب والأوعية الدموية. وكشف الباحثون في دراستهم التي نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية (JAMACardiology) أن عدوى “كوفيد – 19” يمكن أن تسبب التهاب الأوعية الدموية وعضلة القلب، وعدم انتظام ضربات القلب.ان تاثير فيروس “كوفيد 19” المباشر على القلب، وخاصةً عضلة القلب؛ إذ يُحدث آثارًا تدميرية لخلايا القلب في صورة التهاب لعضلة القلب.
تأثيرًا غير مباشر لفيروس “كوفيد 19” على صحة القلب، وهو ناجم عن تأثيره الأساسي على الرئتين والجهاز التنفسي نتيجة الالتهاب الرئوي الذي يسببه الفيروس، وهو ما يسبب عبأً عن القلب، هذا التأثير ناجم عن الالتهاب الرئوي الذي يُحدث إجهادًا للقلب تنجم عنه زيادة في ضربات القلب نتيجة صعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة؛ لأنه يؤثر على الدورة الدموية الصغرى التي تتم بين الرئتين والقلب.
أكد الخبراء أن الفيروس قادر على إصابة الخلايا في الجهاز الهضمي، لهذا تظهر أعراض مثل الإسهال أو عسر الهضم لدى بعض المرضى، كما يمكن أن يصيب مجرى الدم.من جانبها، قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية إنه تم اكتشاف الحمض النووي من الفيروس في عينات الدم والبراز
وللحد من انتشار “كوفيد 19″، نصح بأن الحل الوحيد والأفضل والأسهل هو البقاء في المنزل، حفاظًا على الأرواح، لتجنُّب اكتساب العدوى بالفيروس، خاصةً لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، على رأسها أمراض القلب.