الأستاذ الدكتور إياد سالم صالح يدرس جامع الكلام في رسم مصحف الإمام، في إصدار جديد

أصدر الأستاذ الدكتور إياد سالم صالح –التدريسي- في كليّة التربية بجامعة سامراء، كتابًا علميًا بعنون ” جَامِعُ الكَلامِ في رَسْمِ مُصْحَفِ الإِمَامِ “، والذي يعود تاليفه لـ حَاجِي مُؤْمِنِ بْنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الرُّومِيِّ المُقْرِئِ الخَطِيبِ/ الفَلَك آبَاذِيِّ (ت 799 هـ)، تِلْمِيْذُ الحَافِظِ ابْنِ الجَزَرِيِّ، الذي قدّم فيه دراسةً وتحقيقًا علميًا متكاملًا.
إذ جاء الكتاب بطبعته الأولى، الصادرة في عام 2022م، عن دار الغوثاني للدراسات القرآنيّة، والموجودة في سوريا ودمشق، ليوضح كيف أن لرسم المصاحف من أثر مهم في حفظ النص القرآني؛ ولاسيّما بعد أن صارت موافقته أحد أركان القراءة الصحيحة، والتي حرص المسلمون على طريقة رسم الكلمات في المصحف الشريف كما رُسِمت في المصاحف العثمانيّة، وقد بذل العلماء في ذلك جهودًا كبيرةً، خلَّفت مئات الكتب التي تصف ظواهر الرَّسمِ في المصاحف العثمانيّة التي أرسلها سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) إلى الأمصار الإسلاميّة.
وكانت جهود علماء المغرب الإسلامي بارزةً في علم رسم المصحف، وألَّفوا في هذا العلم كتبًا كثيرةً، نالت عناية المحققين والدارسين واعتمد عليها كتاب المصاحف بشكلٍ كبيرٍ، وعلى الرّغم من أنَّ لعلماء المشرق الإسلامي عناية مبكرة بعلم الرَّسمِ إلَّا أنَّ مؤلفاتهم تكاد تنقطع أخبارها لولا إشارات وردت في عدد من المصادر، وذلك بسبب أنَّ قسمًا كبيرًا منها فِقد، والقسم الآخر لم يُعتَنَ به من قبلَ المحققين والدَّارسين.
ومن هنا فإنّ هذا الكتاب يمثّل لونًا من ألوانِ التأليفِ عند أهل المشرق في علمِ رسمِ المصحفِ، ومصدرًا مهمًا من مصادر الرسم وهو كتاب (جَامِعُ الكَلامِ في رَسْمِ مُصْحَفِ الإِمَامِ)، مُؤَلِّفِهُ: (مُؤْمِنُ بْنُ عَلِيٍّ بنِ محمدٍ، الرُّومِيُّ الفلك آباذي)، المُتَوَفَّى سنة 799هـ، وهو من أشهرٍ تلامذةِ ٱبْنِ الجزريِّ في بلادِ الرُّومِ، ووَصَفَهُ ٱبْنُ الجزريِّ بأنَّهُ شيخُ بلادِ الرُّومِ وخَطِيبُهَا.
وقد تَصَدَّى لإخراج هذا الكتاب على ثلاث عشرة نسخة خطِّيَّة الأستاذُ الدكتور إياد سالم صالح السامرائيُّ، فَجَمَعَ مخطوطاتهِ، وٱعْتَنَى بتحقيقِ نَصِّهِ تحقيقًا علميًّا، والتعريفِ بِمُؤَلِّفِهِ، وها هو يُقَدِّمُ ثمرةَ جهودهِ في هذا العملِ العِلْمِيِّ المميز، والذي يُمْكِنُ تلخيصُ أَهَمِ ميزاتهِ في أربعة أُمُورٍ، هي:

  1. التعريف بعالمٍ من علماء الدولة العثمانيّة، له منزلة كبيرة في علمي القراءات والرّسم.
  2. جَمَعَ المُؤَلِّفُ في دراسة ظواهر رسم المصحف بينَ مَنْهَجَيْنِ، الأَوَّلُ: ذِكْرُ الأُصُولِ والقواعدِ الكُلِّيَّةِ في أَبوابٍ مستقلةٍ، والثاني: ذِكْرُ فَرْشِ الرسومِ بِحَسَبِ ترتيبِ السُّوَرِ في المصحفِ.
  3. جَمَعَ فيه المُؤَلِّف خُلَاصَةَ رواياتِ كُتُبِ الرَّسْمِ، وبِخَاصَّةٍ المَشْرِقِيَّةَ منها التي لم تُذكر في كتب الرَّسْمِ المشهورة.
  4. ٱعْتَنَى المُؤَلِّفُ بتعليلِ كثيرٍ مِنَ الرّسوم، مُسْتَنِدًا في ذلك إلى أُسُسٍ لُغَوِيَّةٍ.
    فجاء هذا العملُ في قسمين، القِسْمُ الأوَّلُ الدِّراسةُ، وجاء في ثلاثة مباحث:
    الأوَّلُ منها في التَّعريف بالمؤلِّفِ.
    والثَّاني التَّعريف بالكتابِ.
    والثَّالث في وصف النُّسخ الخطِّيَّة ومنهج التحقيق.
    والقِسْمُ الثَّاني النَّصُّ المحقق، ويتضمَّنُ تحقيق الكتاب كاملاً على وفق قواعد تحقيق النُّصُوصِ المتعارف عليها.

Similar Posts